واشنطن تؤكد تخليها عن مطلب رحيل الأسد
 
 
واشنطن تؤكد تخليها عن مطلب رحيل الأسد
 
 

عواصم – أكد ممثل الولايات المتحدة الخاص لشؤون سوريا جيمس جيفري خلال مؤتمر ميونخ للأمن، أن واشنطن غير متمسكة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، بل تدعو لتغييرات جذرية في سياسة دمشق. وأضاف: لا نطالب برحيل الأسد، بل ندعو لتغييرات جادة في سلوك نظامه. واعتبر أن ممارسات الحكومة السورية، تبقى السبب الرئيس «لتصويت نصف سكان سوريا بأقدامهم للابتعاد عن النظام السوري».

وقال الجيش الفرنسي إنه سيعاقب ضابطًا فرنسيًا كبيرًا شارك في قتال تنظيم داعش في سورية بعد شن هجوم لاذع على أساليب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لهزيمة التنظيم، في آخر معاقله في هجين.

وقال الكولونيل فرانسوا ريجي لوجييه، الذي يتولى مسؤولية توجيه المدفعية الفرنسية، التي تدعم جماعات يقودها الأكراد في سورية منذ تشرين الأول الماضي، إن التحالف ركز على الحد من الأخطار التي تواجهه، وأدى هذا إلى زيادة كبيرة في عدد القتلى من المدنيين ومستويات الدمار.

وقال لوجييه في مقال في مجلة «ناشيونال ديفينس ريفيو» ما نصّه «نعم تم كسب معركة هجين على الأقل على الأرض، ولكننا نطيل أمد الصراع دون داع من خلال رفض الاشتباك البري ومن ثم نساهم في زيادة عدد الضحايا بين السكان».

وأضاف في انتقاد علني قلما يصدر من ضابط أثناء وجوده في الخدمة «دمّرنا بشكل هائل البنية الأساسية، وأعطينا الناس صورة مقيتة لما قد تكون عليه عملية تحرير بلد على الطراز الغربي مخلفين وراءنا بذور ظهور وشيك جديد لعدو جديد».

وقال إن التحالف كان يمكنه القضاء على المقاتلين المتشددين الذين لا يتجاوز عددهم ألفي مقاتل، يفتقرون إلى الغطاء الجوي أو العتاد التكنولوجي الحديث، بشكل أسرع وأكثر كفاءة بكثير من خلال إرسال ألف جندي فقط. وأضاف «هذا الرفض يثير سؤالا وهو لماذا لدينا جيش لا نجرؤ على استخدامه؟»، وتساءل «كم بلدة ينبغي أن يحدث بها ما حدث في هجين كي ندرك أننا نسلك المسار الخطأ».

وفرنسا أحد الحلفاء الرئيسيين في المعركة التي يخوضها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش في سورية والعراق، حيث تستخدم طائراتها الحربية في قصف أهداف المتشددين كما تدعم مدفعيتها الثقيلة مقاتلين يقودهم الأكراد، ويوجد لها قوات خاصة على الأرض. وأحرج مقال لوجييه السلطات الفرنسية قبل ساعات فقط من الموعد المتوقع لإعلان التحالف هزيمة التنظيم.

من جانبه، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن عدم السماح بعودة المئات من عناصر داعش الأوروبيين إلى بلادهم له تبعات خطيرة قد تضطر واشنطن لإطلاق سراحهم. وطالب ترامب عبر تغريدة نشرها في «تويتر» بريطانيا وفرنسا وألمانيا ودولا أوروبية أخرى بالسماح بعودة أكثر من 800 عنصر من داعش يحملون جنسيات أوروبية اعتقلوا في سوريا ولفت إلى أن الخلافة المزعومة التي أعلنها تنظيم داعش على وشك السقوط.

ولفت ترامب في تغريدته إلى أن قوات بلاده ستنسحب من سوريا بعد تحقيق النصر بنسبة مئة في المئة على تنظيم «داعش». وأضاف ترامب في تغريدته أن بلاده لا تريد أن تقف وتشاهد مقاتلي التنظيم المعتقلين في سوريا يتغلغلون في أوروبا التي من المتوقع أن يذهبوا إليها إذا أطلق سراحهم.

وذكر ما يسمى بـ»المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن نحو 200 عنصر من التنظيم سلموا أنفسهم الجمعة لقوات سوريا الديمقراطية ضمن «صفقة غير معلنة»، نصت على استسلام 440 داعشيا على دفعتين الأولى تشمل 240 والثانية 200 معظمهم من جنسيات أجنبية، تزامنا مع التحضير الأمريكي للإعلان عن تطهير كامل الضفاف الشرقية للفرات من الدواعش.

ورصدت وسائل التواصل الاجتماعي على مدار الشهرين الماضيين خروج الآلاف من شرق الفرات وبينهم عوائل التنظيم من جنسيات مختلفة باتجاه مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية. وكانت الإدارة الأمريكية قد دعت الدول لاستعادة المئات من عناصر التنظيم الإرهابي المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية «قسد» في سوريا لمحاكمتهم، وعرضت المساعدة على الدول التي تريد استعادة المتطرفين من مواطنيها وعوائلهم. وتتخوف معظم الدول الأوروبية من عودة مواطنيها الدواعش إلى بلادهم بأفكارهم المتطرفة، ولا يزال يشكل مصيرهم نقطة خلاف سياسي وأمني في أوروبا.(وكالات)

 
 

أضف تعليقك