طهران – ارتفع عدد ضحايا الاعتداء الإرهابي الذي استهدف عرضا عسكريا أقيم أمس السبت في مدينة أهواز مركز محافظة خوزستان جنوب غرب ايران إلى 29 قتيلا بينهم 10 من القوات المسلحة وصحفي و57 جريحا.
وقال عضو لجنة الامن والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي الإيراني مجتبي ذو النور: «إن وجود مدنيين لمشاهدة مراسم العرض العسكري هو السبب في ارتفاع عدد الضحايا». ووصف ذو النور اعتداء الاهواز بأنه «عملية عمياء لكن جذورها مسبوقة بمثيلاتها في الماضي». وأكد ذو النور أن قوى الأمن الإيرانية ستنتقم من المتورطين في اعتداء أهواز الإرهابي وأن الشعب الايراني سيشاهد الرد الحازم للقوى المسلحة الإيرانية.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية في وقت سابق أن أربعة إرهابيين تكفيريين قاموا بإطلاق النار من حديقة تقع بالقرب من مكان إقامة العرض العسكري على منصة الحضور ما أدى إلى مقتل عدد من الجنود المشاركين وإصابة آخرين. وقال مساعد محافظ خوزستان للشؤون الأمنية على حسين زادة لوكالة تسنيم: «إن الهجوم أسفر عن مقتل عشرة من قوات الحرس الثورى وإصابة 21 آخرين». وأضاف حسين زادة: «إن عدد القتلى في تزايد وحالة بعض الجرحى حرجة» لافتا إلى مقتل صحفي نتيجة هذا الاعتداء الإرهابي».
من جانبه أعلن المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني العميد رمضان شريف أن الذين قاموا بالعمل الإرهابي ينتمون إلى منظمة «الاحوازية». وأوضح شريف أنه لم يصب أي مدني بالهجوم وأنه تم قتل اثنين من الإرهابيين وإصابة آخر بينما اعتقل الرابع على أيدي القوات الأمنية مشيرا في الوقت ذاته إلى أن العرض العسكري لم يتوقف جراء الهجوم الإرهابي.
من جانبه، أعلن المتحدث باسم «جماعة الأهواز»، يعقوب حر التسطري، خلال لقاء مع قناة «إيران انترناشيونال» تبني الجماعة الهجوم على العرض العسكري في الأهواز. وقال التسطري، إن المقاومة الوطنية الأهوازية هي المسؤولة عن الهجوم، موضحا أن «الهجوم هو انتقام للقمع، الذي يتعرض له العرب في الأهواز»، مضيفا أنه «لا طريق لنا سوى المقاومة».
وذكر التلفزيون الإيراني أن المهاجمين ارتدوا زيا عسكريا واستغرقت عملية إطلاق النار 10 دقائق بينما سمعت أصوات إطلاق نار مجددا في مكان العرض العسكري عقب الاعتداء الإرهابي بوقت قصير. وفى وقت لاحق أعلنت منظمة «الاحوازية» مسؤوليتها عن الاعتداء الإرهابي.
وبدأت إيران صباح أمس استعراضا عسكريا بريا وبحريا بمشاركة 600 قطعة بحرية متنوعة ما بين ثقيلة وخفيفة وطائرات القوة البحرية للجيش والحرس الثوري وكذلك قوى الأمن الداخلي في بندر عباس جنوب البلاد وفي العاصمة طهران وعدد من مدن البلاد الأخرى تزامنا مع بدء أسبوع الدفاع المقدس.
من جانبه أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن داعمي الارهاب وأسيادهم الأمريكان هم المسؤولون عن الاعتداء الارهابي مشيرا إلى أن إيران سترد بحزم على هذا الهجوم. ونقلت وكالة تسنيم الدولية للأنباء عن ظريف قوله في تغريدة على تويتر «إن إرهابيين مدربين ومسلحين وممولين من قبل حكومة أجنبية قاموا بالهجوم على العرض العسكري في الأهواز» مشيرا إلى أن أطفالا وصحفيين من بين الضحايا. وأضاف ظريف «أن إيران سترد بحزم وبسرعة دفاعا عن أرواح أبنائها».
في سياق متصل أكد عضو الهيئة الرئاسية في مجلس خبراء القيادة الايرانية احمد خاتمي أن الجريمة الشنيعة التي ارتكبها الإرهابيون في مدينة أهواز تكشف عن «إمعان العدو في الممارسات الشيطانية ضد الشعب الإيراني والجمهورية الإسلامية الإيرانية». وشدد خاتمي في تصريح له على أن الشعب الايراني سيلحق الهزيمة بالإرهابيين.
وبحسب وكالة أنباء فارس الإيرانية، قال رئيس الجمهورية الإيرانية، حسن روحاني، إن رد إيران على أدنى تهديد سيكون مدمرا، مشددا على أن على حماة الإرهابيين أن يتحملوا المسؤولية. وفي اتصالين هاتفيين مع وزير الداخلية عبدالرضا رحماني فضلي، ومحافظ خوزستان غلام رضا شريعتي، وبعد اطلاعه على أحدث التقارير بشأن الحادث الإرهابي، أوعز حسن روحاني باستخدام جميع الإمكانات للاهتمام بالوضع الصحي للمصابين في هذا الحادث الإرهابي. كما أصدر روحاني الأوامر اللازمة إلى وزارة الأمن لتعبئة إمكانات جميع الأجهزة الأمنية لكشف الإرهابيين وارتباطاتهم والتصدي القاطع لكل من له صلة بهذه الجريمة الإرهابية. وأكد الرئيس الإيراني، أن رد إيران على أدنى تهديد سيكون قاطعا ومدمرا، إلا أن على الذين يقدمون الدعم الإعلامي والمعلوماتي للإرهابيين أن يتحملوا المسؤولية.
وتبنى تنظيم «داعش» عملية الهجوم على الاستعراض العسكري للقوات المسلحة الإيرانية، ونشرت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم الإرهابي، نقلا عن مصدر أمني لم تسمه قائلة: «إنغماسيون من (الدولة الإسلامية) يهاجمون تجمعا للقوات الإيرانية في مدينة الأهواز جنوب إيران أثناء تواجد الرئيس الإيراني لحضور عرض عسكري». ورغم تبني «داعش» للهجوم، قال المتحدث العسكري الإيراني البريجادير جنرال، أبو الفضل شكارجي، «إنهم ليسوا من داعش أو جماعات أخرى تحارب النظام الإسلامي الإيراني، لكنهم على صلة بأميركا وجهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد».(وكالات)