بيروت- “القدس” دوت كوم- انكفأ عشرات من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الى جيب محدود في أقصى محافظة درعا في جنوب سوريا على وقع هجوم عنيف يشنه الجيش السوري بدعم روسي، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء.
وتدور بحسب المرصد مفاوضات بين الجيش السوري ومقاتلي التنظيم المحاصرين، تتضمن نقلهم الى البادية السورية مقابل اطلاق سراح 30 سيدة وطفل خطفهم التنظيم من محافظة السويداء المجاورة الأسبوع الماضي.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “تدور منذ الاثنين مفاوضات بين قوات النظام وتنظيم الدولة الإسلامية لإجلاء نحو مئة مقاتل مع أفراد من عائلاتهم يتحصنون في اقصى حوض اليرموك إلى البادية السورية، مقابل اطلاق التنظيم المختطفين الـ30 من السويداء”.
وشنّ التنظيم الأربعاء، انطلاقاً من نقاط وجوده في البادية، هجوماً واسعاً على محافظة السويداء قتل خلاله أكثر من 250 شخصاً قبل أن يخطف الجهاديون 30 سيدة وطفل من احدى قرى ريف المحافظة الشرقي.
وأوضح عبد الرحمن أنه “تزامناً مع هذه المفاوضات الصعبة، شنّت الطائرات الحربية الروسية الثلاثاء غارات ضد مقاتلي التنظيم المحاصرين بهدف الضغط عليهم”.
وتبنى التنظيم الهجوم على السويداء من دون أن يتطرق إلى المخطوفين. إلا أن ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا شريط فيديو قالوا إن بعض عائلات المخطوفين تلقته، تظهر فيه سيدة أعلنت إنها لدى التنظيم بينما بدا وراءها في خلفية مظلمة عدد من السيدات وطفل على الأقل.
وبعد سيطرتها على الجزء الأكبر من محافظتي درعا والقنيطرة، وضعت قوات الجيش السوري نصب عينيها طرد التنظيم من المنطقة. وشنّت قبل أسبوعين هجوماً عنيفاً بدعم روسي تمكنت خلاله من التقدم على حساب الجهاديين في منطقة حوض اليرموك.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الاثنين عن “حالة انهيار بين صفوف الإرهابيين” بعد محاصرتهم من ثلاث جهات، متوقعة “سقوطهم خلال الأيام القليلة القادمة”.
ولن يكون اتفاق اجلاء مقاتلي التنظيم من درعا، في حال تم التوصل اليه، الأول من نوعه. ففي أيار/مايو، طردت القوات السورية التنظيم من أحياء في جنوب دمشق، وتم اجلاء مئات من مقاتليه من مخيم اليرموك واحياء مجاورة إلى البادية السورية.
وتمتد البادية على مساحة مترامية من وسط سوريا حتى الحدود مع العراق وتتضمن جزءاً من أطراف محافظة السويداء الشمالية الشرقية.
ومنذ اجلائهم، ينفذ الجهاديون هجمات على نقاط للجيش السوري في البادية والمناطق المحيطة بها، وفق المرصد.