عمان الدستور
الرياض – أعلنت السعودية، أمس السبت، تعديلا وزاريا ركّز على الشأنين الثقافي والديني ويندرج في إطار حزمة الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية وسياسة «الانفتاح» التي تقوم بها المملكة. وهذا ثاني تعديل وزاري منذ تعيين الأمير محمد بن سلمان نجل الملك، وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن الملك سلمان أمر باستبدال وزيري العمل والشؤون الإسلامية. كما عين أميرا لعب دورا بعملية شراء لوحة «سالفاتور موندي» (مخلص العالم) لليوناردو دا فينتشي وزيرا للثقافة. وعلى مدى عقود، كانت للسعودية وزارة واحدة للثقافة والإعلام. ونص قرار، اليوم السبت، على أن وزارة الثقافة أصبحت الآن كيانا منفصلا بقيادة الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود، الذي ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أنه اشترى اللوحة التي تجسد المسيح بسعر قياسي بلغ 450 مليون دولار في مزاد العام الماضي.
وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» لاحقا أنه أبرم الصفقة نيابة عن الأمير محمد بن سلمان. وأعلن متحف اللوفر أبو ظبي أن السلطات الإماراتية «استحوذت» على اللوحة التي ستعرض فيه. وتحظر السعودية طقوس العبادة غير الإسلامية، لكن المملكة استضافت رجال دين مسيحيين رفيعين خلال الأشهر الأخيرة، تحديدا من لبنان وفرنسا.
وفي نيسان، وقع الفاتيكان تفاهما للقاء مسؤولين سعوديين كل ثلاث سنوات. وتم كذلك تعيين المهندس ورجل الأعمال أحمد بن سليمان بن عبد العزيز الراجحي وزيرا للعمل والتنمية الاجتماعية. كما عيّن عبد اللطيف بن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل الشيخ وزيراً للشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد.
وقاد الأمير الشاب الذي أحكم قبضته على السلطة منذ توليه منصب ولي العهد في حزيران الماضي سلسلة من التحولات في سياسة المملكة المحافظة تضمنت فتح دور سينما والسماح للنساء بقيادة السيارات. وتعهد الأمير في خطاب متلفز في تشرين الأول بقيادة السعودية معتدلة ومتحررة من الافكار المتشددة، قائلا خلال منتدى استثماري دولي «نريد ان نعيش حياة طبيعية».
ويأتي التغيير الوزاري في وقت لا يزال الكثير من الناشطين خلف القضبان بعدما اعتقل 11 منهم على الأقل الشهر الماضي، حيث عرفتهم منظمات حقوقية على أنهم من أبرز المطالبين بالسماح للمرأة بقيادة السيارة في المملكة المحافظة، وبإلغاء ولاية الرجل على المرأة. وأفادت منظمة العفو الدولية أنه تم إطلاق سراح أربعة منهم على الأقل في حين لا يزال مصير البقية غير معروف.(وكالات)