بكين – “القدس” دوت كوم – من المتوقع أن يوافق مؤتمر الشعب، وهو البرلمان الصيني الذي يصادق تلقائيا على مشروعات القوانين، على تعديل دستوري تاريخي غدا الأحد سيؤدي إلى إلغاء نظام الفترات الرئاسية، الأمر الذي يمهد الطريق أمام الرئيس شي جين بينج ليحكم مدى الحياة.
ومن المقرر خلال جلسة يوم غد الأحد أن يلغي المشرعون الحد الأقصى الحالي المحدد بفترتين رئاسيتين مدة كل منهما خمس سنوات واستحداث “فكر شي جين بينج حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد” كمبدأ جديد في ديباجة الدستور.
وسيسمح التغيير الأخير للحكومة بالتعامل مع الانتقادات الموجهة إلى شي باعتبارها غير دستورية.
ومن غير المتوقع ان يشهد البرلمان الصيني نقاشا محتدما أو مفاجآت غير متوقعة عند تصويته التاريخي على الغاء القيود على الفترة الرئاسية في البلاد بعد غد الاحد ليصبح الرئيس ممسكا بالسلطة الى الابد.
ولم يسبق له أن صوت ضد ما يطلبه الحزب الشيوعي طوال فترة وجوده منذ نصف قرن.
وعليه فقد بات من المؤكد ان الرئيس الصيني شي جينبينغ سيضمن التصويت له ليحكم ثاني أكبر اقتصاد في العالم مدى الحياة، إلا أن أعضاء المجلس الذين يشعرون بالاستياء لديهم طرق خفية للتعبير عن ذلك.
يشرح الخبراء لوكالة (فرانس برس) كيف ستتم عملية التصويت:
يضم المجلس (البرلمان) نحو 3000 عضو بينهم جميع كوادر الحزب المحلية والمليارديرات مثل بوني ما الرئيس التنفيذي لشركة (تينسينت).
إلا أن دور هؤلاء شرفي، فالقرارات الحقيقية يتخذها الحزب الشيوعي قبل طرحها امام البرلمان بأشهر.
وبقي مقترح فتح المدة الرئاسية سرا حتى كشف عنه تقرير اعلامي في 25 شباط (فبراير) الماضي، اي قبل اسبوع من الجلسة الافتتاحية للمجلس.
وكشف الحزب لاحقا ان شي ترأس اجتماعا للمكتب السياسي في ايلول (سبتمبر) الماضي قررت خلاله القيادة مراجعة الدستور.
وقال الحزب انه سعى في ذلك الوقت الى الحصول على مقترحات وآراء توجت باتخاذ قرار في اواخر كانون الثاني (يناير) الماضي لطرح تعديلات دستورية على البرلمان.
واضافة الى فتح الفترة الرئاسية فإن التعديلات تشمل تشكيل جهاز وطني لمكافحة الاحتيال، وزيادة دور الحزب الشيوعي، واضافة فلسفة شي السياسية وهي “رأي شي جينبيغ في الاشتراكية مع خصائص صينية لعهد جديد”.
ويجتمع البرلمان في لقاء عام بعد ظهر يوم غد الاحد، وسيتم توزيع اوراق الاستطلاع وسيختار كل نائب التصويت أما مع او ضد او يمتنع عن التصويت.
وبعد ذلك يضع النواب أصواتهم في صناديق الاقتراع لتبدأ بعد ذلك عملية العد. وتتم المصادقة على الاقتراح اذا صوت ما لا يقل عن ثلثي النواب لصالح مسودة التعديل.
وقال وي شانغهاو محرر صحيفة البرلمان “من المقرر ان يصوت البرلمان على التعديل بشكل عام، ولذلك فلن يكون هناك تصويت منفصل على المدة الرئاسية”.
عندما تم انتخاب شي رئيسا عام 2013، حصل على 2952 صوتا، وصوت واحد معارض، بينما امتنع ثلاثة عن التصويت، أي أنه فاز بنسبة 99,86%.
ومنذ تأسيس المجلس عام 1954، لم يصوت برفض اي قرار مطلقا. الا ان محللين يقولون ان النواب بإمكانهم الامتناع عن التصويت لان عملية التصويت سرية – على الاقل رسميا”.
وقالت مارغريت لويس استاذة القانون في جامعة (سيتون هول) في نيويورك: “لو حدث ان صوت عدد كبير بلا او حتى امتنعوا عن التصويت، فسيكون ذلك مدعاة للدهشة. ومن غير المرجح مطلقاً عدم الحصول على غالبية الثلثين المطلوبة”.
وسبق لاعضاء المجلس ان صوتوا بالرفض في السابق.
ففي عام 2013 صوت نحو 500 نائب ضد الميزانية. وخلال رئاسة جيانغ زيمين صوت نحو ثلث اعضاء المجلس ضد تقرير بشأن مكتب الادعاء، حسبما يقول جان-بيير كابستان المختص في السياسة الصينية في جامعة هونغ كونغ المعمدانية.