الجيش السوري يبدأ اجتياح الغوطة الشرقية رغم قرار الهدنة
 
 
الجيش السوري يبدأ اجتياح الغوطة الشرقية رغم قرار الهدنة
 
 

عمان – الدستور

دمشق – رغم قرار مجلس الأمن إعلان هدنة إنسانية لمدة شهر تشمل إجلاء الجرحى وإدخال مساعدات إنسانية ومواد طبية، بدأ الجيش السوري فجر أمس الأحد، اجتياح الغوطة من عدة محاور مدعومًا بقصف جوي ومدفعي روسي.

وأشارت تقارير إعلامية إلى أن الجيش السوري والمسلحين الموالين له أمطروا الغوطة الشرقية بقذائف أرض- أرض وحاولوا التقدم من الجبهة الشرقية، واندلعت مواجهات عند أطراف بلدات الشيفونية والزريقية وأوتايا وحزرما.

وكذلك أشارت التقارير إلى أن الجيش السوري المصحوب بدعم جوي روسي حاول التقدم من ناحية مدينة دوما، في حين سقطت أكثر من 100 قذيفة على مناطق بغوطة دمشق الشرقية بعد إعلان الهدنة في مجلس الأمن.

من جهته، قال تنظيم ما يسمى جيش الإسلام إن الطائرات الحربية السورية وروسيا قصفت مواقع قواته بحوش الضواهرة، وتسببت بسقوط عشرات الضحايا. وقال المتحدث الرسمي باسم «الجيش» حمزة بيرقدار، في صفحته على «تويتر»، إنه: «على امتداد الجبهة الشرقية من الغوطة الشرقية «الزريقية – حزرما – حوش الضواهرة – الريحان» تشهد معارك ضارية في محاولة من الجيش السوري اقتحامها، ومسلحو جيش الإسلام على أتم الجاهزية والاستعداد». وأقر مجلس الأمن الدولي، مساء السبت، بالإجماع، مشروع القرار 2401 الذي قدمته الكويت والسويد، ويتضمن إعلان هدنة في سورية بدون تأخير لمدة 30 يومًا. ويشدد على ضرورة استمرار الهدنة الإنسانية لثلاثين يومًا متواصلة على الأقل في كافة أنحاء سورية. لكن وقف إطلاق النار لا يشمل تنظيمي «القاعدة» و»داعش»، أو «الأفراد والتنظيمات المرتبطة بتنظيمات إرهابية مدرجة على لائحة مجلس الأمن».
ويطالب القرار بوقف إطلاق النار في جميع أنحاء سورية لمدة ثلاثين يومًا، على الأقل، والعمل على إيصال المساعدات الإنسانية، وتسهيل إخلاء الجرحى والمرضى في جميع أنحاء سورية بدون تأخير. ويناشد القرار جميع الأطراف احترام وتنفيذ القرار 2268 (2015)، المتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية من مناطق عبور محددة بدون إعاقة من أي جهة. ويطالب القرار جميع الدول ذات التأثير على أطراف النزاع باستخدام نفوذها لوقف الأعمال العسكرية، ويدعوها إلى التعاون من أجل مراقبة وقف إطلاق النار. وتشدد الفقرة الخامسة من مشروع القرار على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية والطبية وعمليات الإخلاء.

وشددت موسكو على أنها ستتصدى بحزم لمحاولات نسف التسوية السياسية في سوريا، وأعربت عن أملها في أن تستخدم الأطراف الخارجية الداعمة للفصائل المعارضة نفوذها لضمان التزام المسلحين بالهدنة. وذكرت الخارجية الروسية في بيان أصدرته أمس، تعليقا على تبني القرار أن موسكو دعمت هذه المبادرة انطلاقا من مهمة تخفيف معاناة المدنيين السوريين، بعد مراعاة التعديلات المقترحة من قبل روسيا في هذه الوثيقة.

بالمقابل، أعلن المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتنازعة، أن الجماعات المسلحة أطلقت من الغوطة الشرقية 27 لغما وصاروخين على مشارف مختلفة لمدينة دمشق وقرى ومدن قرب ريف دمشق، خلال 24 ساعة الماضية. وقال المركز في بيان: جرى خلال 24 ساعة الماضية من الأراضي، التي تحت سيطرت الفصائل المسلحة غير الشرعية إطلاق 27 لغما وصاروخين على مشارف مختلفة لمدينة دمشق وقرى ومدن قرب ريف دمشق. وأضاف البيان: «أصاب احد الصاروخين بيتا سكنيا في حي ركن الدين بمدينة دمشق، وبلغت الخسائر في صفوف السكان المدنيين 4 قتلى و51 جريحا، خلال 24 ساعة الماضية».

إلى ذلك، صدّت قوات الحرس الجمهوري في سوريا، محاولة شنها مسلحون بواسطة انتحاري يقود سيارة مفخخة لاختراق حي القابون قرب دمشق، انطلاقا من حي جوبر التي تسيطر عليها التنظيمات المسلحة.

وذكر مراسل وكالة «نوفوستي» الروسية أمس الأحد، أن الانتحاري الذي كان يقود سيارة ركاب مليئة بالمتفجرات، اقترب من حاجز لقوات الحرس الجمهوري على الطريق العام وهو يقود سيارته بسرعة جنونية، لكن الجنود الذين لاحظوا سرعته المريبة، فتحوا النار على سيارته من مدفع رشاش عيار كبير في الوقت المحدد، فتم تفجير المركبة بمن فيها قبل وصولها إلى الحاجز.

ووقعت محاولة الهجوم الإرهابي بهذه السيارة المفخخة بمئات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة، أثناء صلاة المغرب في مسجد «الغفران» الذي يقع بجوار مكتب البريد في القابون. ولم يتعرض أي من المدنيين والعسكريين في المنطقة للأذى. وعقب ذلك شن الإرهابيون هجوما باتجاه المنطقة التي استهدفها الانتحاري بسيارته المفخخة، فتم صدّهم من قبل قوات الحرس الجمهوري دون أن يتعرض أي من المدنيين أو العسكريين في المنطقة لأذى.

في السياق، أفادت وكالة «سبوتنيك» بأن الجيش السوري سيدخل قريبا مدينة منبج، وذلك وفقا لاتفاق توصل إليه مع قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصارا بـ «قسد». ونقلت «سبوتنيك» عن مصدر أمني قوله إن «الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية توصلا إلى اتفاق يقضي بدخول قوات الجيش السوري في الأيام القليلة المقبلة مدينة منبج بريف حلب الشمالي، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية».

وتتمركز في مدينة منبج قاعدة عسكرية أمريكية، وهي المدينة التي وصفتها السلطات التركية بالمحطة التالية في عمليتها العسكرية شمال غربي سوريا بعد عفرين. وكان المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية نوري محمود، أكد قبل يومين أن قوات تابعة للجيش السوري دخلت مدينة تل رفعت، ودعا الجيش إلى الدفاع عن الأراضي السورية في مواجهة الغزو التركي، وذلك بعد 32 يوما من عملية «غصن الزيتون» التي أطلقتها تركيا لطرد المسلحين الأكراد من عفرين.

وقال نوري في تصريحات لوكالة «سبوتنيك» إن «المجموعات التي دخلت تل رفعت هي مجموعات تابعة للجيش السوري، وتنتشر في المناطق الحدودية مع تركيا، بناء على الدعوة التي قدمناها للجيش السوري، في إطار القانون العالمي والمواثيق الدولية».«وكالات».

 
 

أضف تعليقك