روما – برلين – تتوافد اعداد متزايدة من المهاجرين هذا الشتاء الى ايطاليا نتيجة جهود السلطات الاوروبية لاغلاق طريق الهجرة انطلاقا من ليبيا، خصوصا بسبب الظروف المروعة في هذا البلد في شمال افريقيا.
في الايام الاخيرة وصل اكثر من 2700 مهاجر تم انقاذهم الى ايطاليا، بينهم رضيع ولد على زورق إنقاذ تابع للشرطة النروجية، ما يرفع عدد الوافدين الى اكثر من 12 الفا هذا العام، اي بزيادة 30 الى 40% مقارنة بالشهرين الأولين للعامين 2015 و2016.
ينطلق المهاجرون من ليبيا في موجات تجعل اي مقارنة خلال بضعة اسابيع فحسب عملا دقيقا، لكن هذه الزيادة في الشتاء لا غرابة فيها. ففي شباط 2015 قضى اكثر من 330 مهاجرا في عاصفة، بينهم حوالى 20 بردا اثناء عملية إنقاذ مهولة. وفي الفترة نفسها من العام الفائت أسفرت عمليات العبور عن مقتل حوالى 100 شخص، فيما احصت الامم المتحدة هذا العام حوالى 350 قتيلا او مفقودا. وقبل اسبوع عثر على جثث 74 مهاجرا على شاطئ قرب طرابلس.
وانتقد مدير الوكالة الاوروبية لضبط الحدود الخارجية للاتحاد الاوروبي (فرونتكس) المنظمات التي تنقذ المهاجرين مقابل سواحل ليبيا، معتبرا انها تشجع المهربين الذين يستفيدون من هذه الرحلات الخطيرة عبر البحر المتوسط. وقال فابريس ليجيري في مقابلة نشرت أمس مع صحيفة دي فيلت الالمانية «يجب اعادة تقييم عمليات الانقاذ مقابل السواحل الليبية» مذكرا بان 40% من انشطة الاغاثة تنفذها زوارق خاصة عوضا عن الوكالات الامنية المنتشرة في منطقة المتوسط لمكافحة تهريب البشر.
وفيما لفت ليجيري الى ان القانون البحري يلزم كل الجهات بانقاذ اي مركب او شخص يواجه المخاطر، أضاف «لكن يجب تجنب دعم شبكات الاجرام والتهريب في ليبيا التي تستفيد من إغاثة مراكب أوروبية لمهاجرين في مواقع تزداد قربا من السواحل الليبية». وأوضح ان هذه الاستراتيجية «تؤدي بالمهربين الى اقحام عدد متزايد من المهاجرين على زوارق غير مؤهلة للابحار من دون توفير ما يكفي من الماء والوقود».
وتستهدف هذه الانتقادات مباشرة أنشطة المنظمات غير الحكومية من دون تحديدها بالاسم، علما ان فرونتكس ناشطة على الحدود الخارجية للاتحاد اي مقابل السواحل الايطالية وقرب الجزر اليونانية في بحر ايجه، ولا تصل بالتالي مقابل الحدود الليبية. كما انتقد مدير فرونتكس «قلة تعاون» عدد من المنظمات مع اجهزة خفر السواحل الاوروبيين، موضحا ان تدخلها «يضاعف صعوبة جمع المعلومات حول شبكات المهربين عبر مقابلة المهاجرين وفتح تحقيقات امنية».
وسبق ان انتقدت فرونتكس بقوة انشطة الجمعيات في تقرير نشر في كانون الاول واتهمها بنقل المهاجرين بحرا «كسيارات الاجرة». آنذاك أسفت «اطباء بلا حدود» على هذه الاتهامات «الخطيرة والمؤذية الى اقصى الحدود» مؤكدة ان عملها الانساني «ليس سببا (للازمة) بل رد فعل» عليها، مذكرة بفشل الاتحاد الاوروبي وفرونتكس في تقليص عدد القتلى بحرا.
من جهته يدقق القضاء الايطالي في مجموعة المراكب الخاصة الصغيرة هذه لمعرفة من يمولها ولماذا، على ما ابلغت نيابة كاتانيا بصقلية وكالة فرانس برس في منتصف شباط.(ا ف ب).