ضمن مشروع حياة كريمة قصة نجاح احمد سطوف \بيت ريما رام الله
 
 
ضمن مشروع حياة كريمة قصة نجاح احمد سطوف \بيت ريما رام الله
 
 

ضمن مشروع حياة كريمة

قصة نجاح احمد سطوف \بيت ريما رام الله

 

لاول مرة يعيش مشاعر الاستقرار والطمانينة ويحرر نفسه وحياته من هواجس الخوف والقلق التي اسرته طوال سني حياته حتى كاد يفقد في كثير من الاحيان الامل بعدما اصبح رهينة لاثار المرض الذي افقده قدمه اليسرى من جهة و ظروف الحياة الصعبة والقاسية التي اغلقت امامه كل الطرق ، فلا شهادة ولا راتب ولا مصدر دخل .. وبين صور العذاب المريرة واصراره على  توفير حياة كريمة له ولاسرته في ظل اهمال وتهميش حالته رغم كونه من ذوي الاعاقة .. ورفضه التسول والاستجداء ..كان على موعد مع الحلم الذي فتح نافذة امل جديدة اعادت له حياته ومنحته القوة والعزيمة والارادة ليبدا المشوار وان كان متاخرا .. فان تضيء شمعه خير من تلعن الظلام .. فكان تبني مجموعة الاتصالات للتنمية لحلمه  ضمن مشروع  الحياة الكريم البداية الاهم لتحويل كل مسارات حياته … وتبديد كل بواعث الالم … وخلق حياة جديدة في حياته اصبح قادرا من خلالها على رسم المزيد من الاحلام التي يتمنى ان تكبر برعاية ودعم مستمر من المجموعة  التي فتحت كما يقول امامه كل الطرق ومكنته من الحياة كما حلم دوما بفرح وسعادة في حياته واسرته ككل البشر .

مسلسل المعاناة

 تلك السطور تلخص حكاية رحلة العذاب المريرة في حلقات مسلسل معاناة المواطن أحمد عطا احمد سطوف المستمرة منذ 48 عاما والتي تشكل سنوات عمره ، فداهم المرض حياته في عمر شهور وما زال يدفع ثمنه حتى اليوم ، فاثاره تلازمه وتتكرر امامه كل لحظة ، في وقت ينهمك فيه بعد انجاز مجموعة الاتصالات  لمشروعه وافتتاح بقالته في تطوير تجارته لتحظى بكل تفكيره وتحقق امامه ساعيا لطي تلك الصفحات حتى من ذاكرته وحياته ، ويقول ” كلما فتحت باب البقالة اشعر بفرحة لا تصفها كلمات لان مجموعة الاتصالات كانت اول من يحقق حلم حياتي واول مؤسسة تمد يد العون والمساعدة لي لاعيش حياة كريمة “، ويضيف ” رغم انها بقالة متواضعة ولكنها بالنسبة تعتبر الدنيا باكملها لانها فتحت لي ابواب الرزق ومكنتني من تجاوز كل الصعاب والعقبات ومنحتني المزيد من الارادة والامل “.

نجاح وتطوير

” بقالة الريماوي ” الاسم الذي اطلقه احمد على مشروع العمر الذي تحول بعد تبني مجموعة الاتصالات له من مجرد غرفة صغيرة سقفها الواح من الزينكو الى بقالة حقيقية يمضي فيها نهاره وحتى ساعة متاخرة من الليل بعدما كان طريح الفراش ورهين العجز والالم ، ويقول ” الحمد لله اصبحت صاحب مشروع ابنيه خطوة تلو الاخرى بارادة وتصميم على النجاح والتطوير وبفضل اقبال اهالي البلدة على الشراء مني وتشجيعي احلم كل يوم بتطوير جديد حتى انسى في كثير من الاحيان اعاقتي والمي “، ويضيف ” فاخيرا اصبحت قادرا على توفير احتياجات اسرتي والاعتماد على نفسي في تحقيق احلامهم وكل يوم اشعر ان الوضع افضل واسعى جاهدا لتصبح حياتنا اجمل واحسن وكل كلماتي ستبقى عاجزة عن التعبير عن امتناني وشكري اما وعائلتي لمجموعة الاتصالات التي انقذتنا من حياة الفقر والبؤس والشقاء “.

  محطات من الذكراة

 في بلدة  بيت ريما قضاء رام الله ولد احمد في  21-5-1964 ليكون الثالث في عائلته المكونة من 7 انفار والتي تعتبر من الاسر الفلاحة التي تعتمد على الزراعة في حياتها ، فوالده عمل مزارعا وعاشت زوجته قبل رحيلها لجانبه في رعاية الابناء ومصدر عيشهم الذي كان بالكاد يوفر ادني احتياجات الاسرة .

منذ ولادته ، اكتشف الاطباء ان القدم اليمنى لاحمد اضعف من اليسرى وتختلف عن الاطفال ، وكانت الصدمة الكبرى لها عندما  اجمع الاطباء على عدم توفر علاج لحالته ولكن في عمر ستة شهور حلت الكارثة الكبرى التي حكمت على احمد بحياة الجحيم ، ويستذكر تلك اللحظات من وحي ما روته له والدته فيما بعد فيقول ” بينما كانت اسرتي تتالم وتعاني بسبب مشكلة قدمي ولسؤ حظي خدشتني هره في الاصبع الكبير في  نفس القدم مما ادى لاصابتي بمضاعفات والم شديد حيث تبين ان الهرة كانت مسممة ونقلت لي العدوى “.

في تلك الايام ، تتالت الانتكاسات الصحية في حياة احمد كما يقول بسبب عدم الوعي لمخاطر ذلك واستخدام الدواء  الشعبي في علاجي ولكن تدهورت حالتي الصحية وامتدت مضاعفاته لقدمي التي اصبحت تنزف بشكل دائم وفي حالة ورم “، ويضيف ” بدات عائلتي بعرضي على الاطباء والبحث عن علاجي وبدات اخضع للعمليات الجراحية من عمر 8 شهور حتى 25 عاما دون جدوى “.

 خلال ذلك ، تنقلت عائلته بين المراكز الصحية والمستشفيات من رام الله حتى بيت لحم واريحا وفي المستشفيات الاسرائيلية ، ويقول احمد ” تتالى فشل العمليات الجراحية واحدة تو الاخرى بينما بدات تتساقط اصابع اقدامي مع مضاعفات وورم يزداد كلما كبرت  حتى اصبح علاجي الوحيد لسنوات وفي العمليات تنظيف الجرح وقطبه  “.

بتر القدم

يلتف حول احمد خلال حديثه ابناءه الثلاثة الذين اصر على تحدي كل الظروف الصعبة لمواصلة دراستهم حتى لا تتكرر ماساته التي يدفع ثمنها لانه بسبب المرض لم يتمكن من اكمال تعليمه ، ويقول ” منذ رزقتي الله باول طفل عاهدته ان اكرس كل حياتي لتربيتهم وتعليمهم باي ثمن لانني ما زلت ادفع ثمن عدم حصولي على شهادة كنت وما زلت بامس الحاجة لها لانها كانت يمكن ان توفر الكثير من معاناتي ، فالشهادة هي اهم شيء في حياة الانسان “.

 ويكمل ” رغم مرضي التحقت بالمدرسة ولكن المشكلة الكبرى كانت بعدها عن بيتي بل انها تقع في قرية دير غسانه ولانني لا اقدر على السير كانت اسرتي تتكبد مبالغ كبيرة ومرهقه لايصالي للمدرسة رغم ظروفها الصعبة ، وحاولت السير والاعتماد على تفسي ولكن الطريق كانت وعرة وتسبب لي مشاكل صحية مما اضطرني لترك الدرسة ولم اكمل الصف الثاني “.

 مع مرور السنوات ، فقد احمد القدرة على السير وتضاعفت معاناته حتى اصبحت المسكنات والادوية لا تجدي نفعا خاصة بعدما تورمت قدمه بشكل كبير واصبح يعجز عن السير بشكل طبيعي وظهر تقوس في ظهره .

 اصبح النوم حلم بحاجة لمعجزة بالنسبة لاحمد عندما بلغ سن ال25 عاما ، في وقت لم يعد قادر على احتمال الالم رغم مواظبته على العلاج في مستشفى اريحت باشراف امهر المختصين الذين ابلغوا والدته ان الحل السريع دون تاخير بتر قدمه  لانها اصبحت مهددة بالغرغرينا ، ويقول ” كان ذلك في عام 1986 ، ولن  انسى دموع وحسرة امي التي رفضت العملية ولكن من شدة خوفها بعد تقارير الاطباء الاخيرة التي حذرت من مضاعفات اخطر تهدد حياتي تركت لي القرار الاخير “.

ترتسم معالم الحزن والالم على احمد وهو يستحضر شريط ذكريات تلك اللحظة الصادمة ، ويقول ” لم يكن امامي خيار اخر لان القرار صدر عن امهر الاطباء اصحاب الخبرة وفي نفس العام بترت ساقي “.

ويكمل ” بعد العملية بكيت وتالمت لانني فقدت اهم شيء في حياتي  واصبحا عاجزا ، لم استوعب الموضوع في الاشهر الاولى ولكن ايماني بالله كان اقوى ، فحمدت الله واستعدت معنوياتي وتقبلت الموضوع وبدات ابحث عن طريقة اؤمن فيها حياتي حتى لا اصبح عالة على اسرتي التي تعيش كل اشكال المعاناة رغم انها دعمتني ولم تتخلى عني وددعوات امي رحمها الله قبل وفاتها هي من وفقني لاحظى بدعم مجموعة الاتصالات “.

 الطرف الصناعي

استقرت حياة احمد رغم عجزه لان الالم والورم والنزيف توقف ، لكن مع نهاية مشاكله الصحية كما يقول واجه مشكلة اكبر عدم قدرته على شراء طرف صناعي ، ويضيف ” حصلت على تدريب ورعاية حتى وفرت لي الشؤون الاجتماعية والتي كانت تتبع لادارة الاحتلال انذاك طرف ولكن قدمي لم تتقبله وسبب لي اعراض صحيه “، ويضيف ” رفضت الشؤون استبداله فسافرت لمستشفى تل هشومير وابلغوني ان تكلفة الطرف 40 الف شيكل وكانت صدمتي كبيرة عندما رفضوا تغطيتها “.

تحمل احمد الالم وصمد وكله امل ان تنتهي معاناته ويجد مخرجا لتوفير الطرف الصناعي ، ويقول ” منذ انتقال صلاحية الشؤون للسلطة الوطنية قدمت طلبات ورسائل ومناشدات لتوفير الطرف ولكن حتى اليوم لم يستجاب لندائي رغم ان نسبة العجز لدي 199 % “.

البحث عن الحياة

 لم يكن امام احمد خيار سوى استخدام العكازات لتسيير امور حياته ، فاصبحت دعامة حياته التي لم تتطور كثيرا في ظل عدم تمكنه من تامين وظيفة او مصدر رزق دائم ، فعاش يكدح ويعمل من جمع الزيتون وبيعه واضاف اليه بسطه صغيرة ومتواضعة في احد زوايا الحديقة الصغيرة في منزله المكون من غرفة واحدة ومطبخ وحمام صغير .

بدعم ورعاية عائلته وخاصة والدته المكافحة تزوج احمد وبدا يؤسس حياته الجديدة معتمدا كما يقول ” على رعاية الله سبحانه وتعالي الذي عوضني عن الاعاقة بالعقل والحكمة والايمان بالحياة وعدم الاستسلام للامر الواقع فعشنا الحياة بحلوها ومرها بعدما رزقت بثلاثة ابناء تفانيت في عمل كل شيء لاراهم ينجحون في مدارسهم “، ويكمل ” زوجتي التي صبرت معي رفيقة دربي في كل محطة كفاح في حياتي ، وبحبنا الصادق ربينا الاولاد رغم الظروف الصعبة ومن عملي في البسطة وبين الحقول وغيرها امنت لابني هيثم وكريمتي شروق مقاعدهم في الجامعة وحاليا يستعد ابني حموده للثانوية العامة العام القادم “.

البقالة الصغيرة

 تزايدات الاعباء والمسؤولية على احمد خاصة مع احتياجات ابناءه في الجامعات فقرر تطوير البسطة لتصبح بقالة صغيرة ساعدته اسرته واهل الخير في انجازها ، ويقول ” تقاسمنا رفيق الخبز وكتمنا الالم ورضينا بما قسمه الله من دخل من بقالتي المتواضعة رغم المي المستمر لان اولادي كانوا يتحملون ويصبرون ، لم يتذمروا يوما بل كانوا خير عون وسند لي ولوالدتهم وكلنا امل ان تتحسن وتتغير الاحوال بما هو افضل “.

الحلم الجميل

 يتذكر احمد وهو يتخدث عن محطات حياته ، انه في كثير من الاحيان كان عندما يجلس في بقالته ويحدق بسقفها المبني من صفيح الزينكو يشعر بان القادم كما يقول افضل وبان الله سيعوضه عن ثمرة  صبره ولكن لم اكن اتوقع ان الاستجابة ستكون سريعة “، ويضيف ” قدمت مشروع تطوير البقالة لمجموعة الاتصالات للتنمية ولم يدم انتظاري طويلا فبعد فترة زفت لي المجموعة اجمل خبر لاول مرة في حياتي عندما وافقت على تبني حلمي ضمن مشروع الحياة الكريمة “.

ويضيف ” هو اسم على مسمى ، وانجاز وطني عظيم يسجل للمجموعة التي جسدت الانتماء والوفاء للوطن والانسان الفلسطيني باعظم وارقى صوره “.

ويقول احمد ” تابعوا معي المشروع لحظة بلحظة واعيد بناء بقالتي وجهزت المجموعة ما يلزم من اغراض وفق خطتها التطويرية لحلمي وكل يوم بل في كل لحظة وصلاة ادعوا لهم لانهم خير سند لابناء شعبهم”.

ويتابع ” عندما بدات بتدريس ابنائي رغم وضعي الاقتصادي والمعيشي السيء سمعت الكثير من الاحاديث والتعليقات التي حاولت زرع الياس في حياتي وكانه لا يحق للفقراء ان يتعلموا ويصلوا للجامعات ، لكن مشروع المجموعة اكد ان هناك مؤسسات فلسطينية تحترم وتقدر الفلسطيني الصامد والمكافح والقادر على العطاء رغم العجز والاعاقة وهي رسالة هامة وعامل مؤثر “.

 الحياة الجديدة

 في بقالة الريماوي ، تجد كل الاصناف متطلبات الناس من ابسطها حتى اكبرها فبفضل تعامله وقدرته نجح في حذب الزبائن حتى اصبح لا يقدر على قضاء واجباته العائلية لحرصه على استمرار عمل البقالة ، ويقول ” البقالة بعد تطويرها وتحديثها اصبحت مصدر حياتي وساهمت في تحسين معيشتنا ، اليوم اشعر بارتياح شديد لوجود عمل دائم ومستمر ملكي لوحدي رغم ان الملك لله ولكن اجمل شيء في الحياة ان لا تنام دون خوف والم وقلق على لقمة عيشك او مستقبل ابنائك “.

 و بفرح وسعادة ترتسم على معالم وجهه ، يكمل احمد ” كنت لا انام في البداية من الالم ، ثم من الخوف على حياة ابنائي ولقمة عيشهم ودراستهم ولكن اليوم تحررت من الضغوط النفسية والاقتصادية ، فاصبح لي مستقبل وعمل وحياة ولدي ارادة قوية وايمان كبير ان تتطور تجارتي اكثر “.

 ورغم المعاناة المستمرة في منزله المتواضع والصغير ، يصبر احمد زوجته وابنائه وكله امل ان يحقق المشروع نجاح كبير ويخظى بدعم اخر من المجموعة حتى ينتقل لبيت اخر ويعيش حياة كريمة للابد مع اسرته .

 
 

أضف تعليقك