مؤسسة مجموعة الاتصالات للتنمية تحقق حلم محمود بعد ان كان مستحيلا
 
 
مؤسسة مجموعة الاتصالات للتنمية تحقق حلم محمود بعد ان كان مستحيلا
 
 

ضمن مشروع “حياة كريمة “

مؤسسة مجموعة الاتصالات للتنمية تحقق حلم محمود بعد ان كان مستحيلا

 

محمود عادل نايف ياسين (27 عاما ) - عصيرة الشمالية - نابلس

 تتعدد احلامه وامنياته كانه يشعر بولادة جديدة وبقوة خارقة اعادت الامل لحياته  بعدما تجرع كل صنوف الالم على مدار 17 عاما من رحلته عذابه المريرة التي قضاها رهينة المرض طريح الفراش متنقلا بين المستشفيات في امتداد الوطن وخارجه وانتهت بفقدان قدمه اليسرى لتتالى الصدمات في حياته بعدما اغلقت الابواب في وجهه حتى قرعتهامؤسسة مجموعة الاتصالات للتنمية فاعادت له الامل والحياة والقوة والعزيمة بعدما منحته فرصة العمر ضمن مشروعها المتميز الحياة الكريمة والذي يعتبره شمعة الامل التي تضيء حياته .

 نقلة نوعية

  تلك الصور تلخص تفاصيل حكاية التحدي والارادة والنجاح للشاب محمود عادل نايف ياسين (27 عاما ) من بلدة عصيرة الشمالية في محافظة نابلس الذي يعتبر من ذوي الاعاقة ، والذي  يطوي منذ حصوله على مشروع الحياة الكريم ودعم ورعاية مجموعة الاتصالات للتنمية صفحات المعاناة في حياته لتصبح مجرد ذكرى كما يقول ” لان المشروع احدث نقلة في كل مناحي حياتي ومنحني القوة والعزيمة والمزيد من القناعة بالمبدا القائل ان الاعاقة لا تلغي الطاقة “، ويضيف ” فجاء المبادرة الرائعة لمؤسسة مجموعة الاتصالات للتمية لتعزيز وتدعم تلك القاعدة فاصبحت اشعر بتحرري من كل القيود والمعيقات وارسم احلام المستقبل بعدما كدت افقد كل امل في الحياة “.   

 بداية المعاناة

 وتعجز الكلمات عن وصف محطات المعاناة التي رافقت كل خطوة من حياة محمود الذي ولد عام 1985 ليكون الابن السابع في عائلته المكونة من 8 انفار والتي بدات بعد بلوغه سن العشر سنوات ، ويقول ” كانت ولادتي طبيعية ولم اعاني من أي امراض ومشاكل صحية وفجاة بدات اشعر بالم في ظهري وبعد الفحوصات تبين وجود كيس دهن اسفل العامود الفقري قرب النخاع الشوكي، وابلغنا الاطباء انه لا يمكن علاجه لانه  لا  يؤثر ما دمت قادر على الحركة “، ويضيف ” سارت حياتي بشكل طبيعي رغم الالم والتحقت بالمدرسة وفجاة ظهر تقرح في قدمي اليسرى في منطقة لا يوجد فيها دم وبدات اعاني من تقرح دائم  بدا يؤثر مع ظهور مضاعفاته بشكل تدريجي على حركتي وحياتي “.

 

 لا علاج شافي

لم يعد محمود قادرا على الانتظام في الدوام في مدرسته التي تبعد مسافة طويله عن منزله ، وبدات اثار المرض تحد من حركته فسارعت عائلته  لعلاجه ، ويقول ” بعد فحوصات ومتابعة بين المراكز الصحية والمستشفيات في الضفة والقدس وداخل المستشفيات الاسرائيلية وصولا للاردن والسعودية اجمع الاطباء على عدم توفر علاج شافي يزيل التقرح ويضع حدا لمضاعفاته واصبح علاجي الوحيد اجراء تنظيف للجرح من الالتهاب “، ويضيف ” في سن 12 عاما اجريت لي  اول عملية جراحية في نابلس ولكنها كانت ايضا لتنظيف الجرح وبعدها تتالت العمليات على مدار السنوات الماضية واصبحت كل عام اجري عمليتين او ثلاثة “.

اثار خطيرة

 حرم محمود من طفولته ، واصبح الالم ملازما لكل لحظة من حياته التي تاثرت بشكل بالغ وانعكست على نفسيته وصحته ، ويقول ” لم يكن امامي خيار سوى التعايش مع الالم وسط رعاية واهتمام اسرتي وحرصها على تخفيف معاناتي ومنع اثاره على مستقبلي خاصة في المدرسة “، ويضيف ” قاومت  اثر المرض والعمليات لحبي للتعليم والمدرسة التي كانت بعيدة جدا عن منزلنا فكان يتكبد ابي عناء المشقة تارة يحلمني واخرى يستعين بحمار لنقلي لانني اصبح غير قادر على السير بشكل طبيعي وحتى في المدرسة كنت اقضي الوقت داخل الصف وحرمت من كل شيء “

صبر وتحمل محمود ، واصر على الاجتهاد والمثابرة حتى حصل على شهادة الثانوية العامة في الفرع الادبي عام 2003 ولكن المرض كان حائلا امام مواصلة تعليمه الجامعي ، ويقول ” لم تكتمل فرحتي بنجاحي لانني عجزت عن الالتحاق بالجامعة لان المرض كان استفحل ووصل العظم واصبح مزمنا في العظم “، ويضيف ” حصلت على تحويلة من وزارة الصحة وسافرت للاردن واجريت اربع عمليات جراحية ولكن الكارثة الكبرى انه بعد شهرين ظهر كيس تقرحات في منطقة القدم اليسرى اعتبره الاطباء مؤشر خطير على قدمي “.

العلاج الوحيد البتر

رفض محمود الاستسلام للامر الواقع ، وتوجهت عائلته للبحث عن امل العلاج ، ويقول “سافرت للسعودية ولكني لم اتمكن من العلاج لانه طويله ومصاريفه بحاجة لمعجزة ولا يمكن لعائلتي توفيرها وحصلت على تحويلة من السلطة الوطنية الى مستشفى  تل هشومير”، ويضيف ” لم اكد اجد مخرجا لمعاناتي البالغة حتى حصلت على تصريح لاسرائيل حتى واجهت مشقة كبيرة في السفر بسبب الاغلاق والحصار حتى كنت اضطر للسفر الى نابلس على الحمار في سبيل الوصول للمستشفى الذي  قطعت فيه  رحلة علاج لمدة عام “، ويكمل ” في هذه المحطة توقفت التصاريح وفقدت الامل في مواصلة علاجي فتدهورت حالتي الصحية من جديد “.

اصبح محمود يعيش على المضادات الحيوية حتى عام 2009 حيث واجه اكبر صدمه في حياته ، ويقول ” لم تعد المضادات تجدي لانه تبين ان الالتهاب استفحل  وامتد الى كل منطقة المشط وبعد مراجعة الاطباء كان الحل الوحيد لانقاذ حياتي  هو البتر “، ويضيف ” صعقت وبكيت وتالمت ولكن بعد مراجعة عدد كبير من الاطباء المختصين كانت اجابتهم واحدة انني معرض لمضاعفات اخطر وان انقاذي من جحيم المعاناة هو البتر الذي سينهي مشكلتي بعدما تاكد للجميع انه لن يغلق جرحي للابد “

 القرار الصعب

 ويقول محمود ” عشت اقسى لحظات العمر في مواجهة خيارات اصعب امتحان وسط اصرار الاطباء على اجراء العملية دون تاخير،وبدات افكر  في واقع حياتي الماساوية

 ومعاناة عائلتي التي دفعت الثمن غاليا لان تاثير مرضي انعكس عليها ايضا “، ويضيف ” فمنذ مرضي قررت ان اعيش في غرفة لوحدي معزولا فقدمي بحاجة لتعقيم وتنظيف يومي يؤثر في اسرتي كما اصبح يصدر عنها رائحة كريهة “.

مرة اخرى لجأ محمود للدكتور رستم النمري لمعرفة رأيه ومساعدته في القرار ، ويقول ” كانت لدية ثقة كبيرة بخبرته وقدرته وامكانياته وعندما ابلغني ان حياتي بعد العملية ستكون افضل وبلا الم اجريت لي العملية في 22-12-2009  في جمعية المقاصد الخيرية وكان لدي امل كبير  بالله و قناعة انه سيكون لي حياة جديدة افضل ” . يتذكر محمود انه بعد العملية لم يتمالك اعصابه وبكى بشدة ، ويقول “عندما افقت من  البنج وفقدت قدمي  تاثرت وبكيت ولكني سلمت امري لله وقلت ان شاء الله سيكتب لي حياة سعيدة “.

بعد عامين  ركب محمود  طرف صناعي في  الجمعية العربية في بيت جالا ، وفور عودته للمنزل شعر بتحسن كبير في حالته الصحية والنفسية ، ويقول ” عندما ركبت الطرف قررت فتح صفحة جديدة والبحث عن طريق امل لاكون  عنصر بناء في منزلنا ومجتمعنا ومساعدة ابي الذي حمل العبا عني “، ويضيف “قدمت لوظائف يمكن ان اؤديها بنجاح رغم حالتي لاكمال تعليمي  وقرعت كل الابواب لكن دون جدوى ، والاشد قساوة ان  الجميع كان ينظر الى  قدمي المقطوعة وليس لطاقتي وقدرتي ورغبتي الكبيرة في بناء حياة جديدة “.

الحياة الكريمة

 تاثر محمود كثيرا بهذا الواقع ولكنه واصل التمسك بالامل والبحث عنه ، ويقول “هذه المحطة كانت مؤلمة جدا و عانيت كثيرا لانه  لم يبقى احد  الا وتوجهت له حتى رشحتني الاغاثة الطبية التي كانت تساعدني في توفير بعض  احتياجاتي كوني معاق لمشروع الحياة الكريمة الذي ترعاه وتنفذه مؤسسة مجموعة الاتصالات للتنمية  التي زارتني عام 2001 ، ويضيف “  منذ اللحظة الاولى شعرت ان الله استجاب لدعواتي ، فقد اطلع الفريق  على وضعي وسالوني عن امنيتي وابلغتهم برغبتي بافتتاح  مشروع تربية  غنم بهدف توفير فرصة عمل ولمساعدتي   لمواصلة تعليمي “

ترتسم معالم الفرح على وجه محمود وهو يتذكر لحظة ابلاغه بموافقة مؤسسة مجموعة الاتصالات للتنمية على تبني مشروعه وتحقيق حلمه ، ويقول ”  لا توجد كلمات تعبر عن مشاعري ولكنه كان اجمل خبر اسمعه لاول مرة منذ سنوات بعدما وصلت لمرحلة الياس والاحباط وفرحتي كانت عارمة “، ويضيف ” بعد الاتصال  تغيرت نفسيتي  وبدات اخطط للغد بعدما اصبح لي هدف احققه ورغم انه مشروع صغير لكنه سيمنحني مصدر رزق  لاتعلم وحتى اتزوج رغم انني نسيت الموضوع طوال سنوات الالم “.

فرحة العمر

لم يصدق محمود ان حلمه اصبح حقيقة عندما تسلم المشروع في 20-5 ، ويقول ” عندما توجهت لاحضار حلمي شعرت كانني ذاهب لاحضار عروسي،اوولادة جديدة  وتحولت حياتي في كل شيء  ”.

تابعت مؤسسة مجموعة الاتصالات للتنمية  مع محمود تجهيزات المشروع بعدما وفرت له عائلته جزء من ارض تقع بمحيط منزلها بنت عليه البركس الذي انطلقت منه اولى خطواته نحو طريق الاحلام ، ويقول ” كل العائلة تساعدني في انجاح المشروع الذي اعتبره حياتي التي اكرسها لرعايته والاستفادة منه لان لدي كثير من الطموحات “.

وبعد حياة المعاناة والتعب والبطالة ، يمضي اليوم محمود غالبية اوقاته في بركسه لرعاية الاغنام وكله اصرار على تطوير المشروع ، ويقول ” اخيرا اصبح لحياتي معنى وهدف فمجموعة الاتصالات بمنحي المشروع  فتحت  امامي ابواب الرزق والحياة وتغيرت اوضاعي  ونفسيتي لانني اصبحت عنصر انتاج في المجتمع ورزقتي في بيتي ” .

امال اخرى

وبينما يحرص محمود على الاستعانة بخبرة العاملين في مجال الثروة الحيوانية ، تتملكه روح اخرى وهو يتنقل داخل بركسه يؤدي دوره بنجاح فاق كل التوقعات ، ويقول ” كثيرون اعترضوني وحاولو زرع الياس في اعماقي حول جدوى واثر المشروع ولكن كل يوم عمل امضيه في رعاية مشروعي ارى واقعا افضل ومغايرا ، لم اعد افكر بالمرض والعجز ، وتحررت من مشاعر الخوف والاحباط ، استعدت نفسيتي وزمام امور حياتي “، ويضيف “ومع بدء عمليات انتاج المشروع اتطلع لمزيد من الدعم والرعاية حتى  يكبر المشروع واقيم مزرعة خاصة بي ، والحمد لله بفضل هذا المشروع تحولت من شاب عاجز ليس له طريق لاي هدف لانسان منتج وبناء ويملك امل وارادة للنجاح للوصول لهدفي الاكبر اضافة لتطوير مشروعي وهو مواصلة دراستي الجامعية “.

 في منزل العائلة ، تبدو معالم الامل والفرح بشكل اكبر لدى والده الستيني الذي يعمل في محجر محلي في عصيرة الشمالية ، ويقول ” تعجز الكلمات عن وصف حالته ومعاناته التي تاثرنا فيها بسبب اوضاعه التي تغيرت منذ حصوله على مشروع الحياة الكريمة “، ويضيف ” لاوقات طويلة لم اكن اعرف طعم النوم بسبب حالة ابني  ولكن اليوم اشعر براحة  لانه اصبح لديه مشروع ونامل ان ينجح ويوفقه الله للوصول لغاياته  ، فهو طموح وقوي واثبت ان الاعاقة لا تلغي الطاقة عندما يمتلك الانسان الارادة ومؤسسات وطنية تشعر وتهتم بابناء وطنها ، فالفضل الاول والاخير بعد الله لمؤسسة مجموعة الاتصالات للتنمية التي جعلت المستحيل واقعا “.

 
 

أضف تعليقك