وداعا للكتاب المدرسي !
 
 
وداعا للكتاب المدرسي !
 
 

بيت لحم- تقرير معا- من اساليب التدريس الحديثة التي تغزو الاراضي الفلسطينية، وبدأت التربية والتعليم بتطبيقها بشكل تدريجي الاعتماد على الحاسوب ومن ثم الاستغناء عن الكتب المدرسية الورقية، من خلال حوسبة الدروس الكترونيا للانتقال من التلقين إلى التفاعلية في التعليم والمشاهدة.

 

 

وأصبح أكثر من 16 الف طالب يمتلكون جهاز “نت كتابي” الذي يعتبر نسخة رقمية للمنهاج المدرسي. كما يقول صبري صيدم الرئيس التنفيذي لمؤسسة شركاء في التنمية المستدامة – “نت كتابي”.

 

 

وأوضح صيدم ان مشروع “نت كتابي” يقصد به تحويل المنهاج المدرسي إلى منهاج تفاعلي بحيث يدخل الطالب إلى نسخة رقمية من المنهاج، فمثلا الصور تحول إلى صور متحركة. بحيث يستطيع الطالب ان يرى النص بشكل مصور.

وطرح مثالا “عندما نتحدث عن دوران الكرة الأرضية لا يرى الطالب صورة صماء إنما سيرى كرة أرضية تتحرك امامه”.

 

“كذلك مفاهيم العلوم والكيمياء والرياضيات وغيرها بالإضافة إلى التمارين الموجودة في المنهاج تصبح أيضا تفاعلية بحيث يضاف اليها ملفات صوت وإمكانية للكتابة والتعديل والحفظ وعليه يكون المنهاج التقليدي قد اصبح منهاجا تفاعليا كما يمكن للطالب ان يقوم بتدوين ملاحظاته على الكتاب لمساعدته في فهم المادة وهذا أيضا يجري حفظه من خلال تخزين الملف” يقول صيدم.

 

 

وأوضح أن “نت كتابي” يستغل شغف الأطفال للالعاب الالكترونية بحيث تحول إلى تعليمية ومن خلالها يتعلم الطالب مفاهيم الهندسة والكيمياء والعلوم واللغات وغيرها، اضافة الى الاستفادة من افلام عالية الجودة تنتجها مؤسسات دولية كأكاديمية “هاند” العالمية بغرض ترسيخ مفاهيم مختلفة في مواد متنوعة علمية وغيرها.

توزيع 16 الف جهاز 

ويقول صيدم: تم توزيع نحو 16 الف جهاز على المدارس والمؤسسات، وهو مصنع من قبل شركة الحواسيب العالمية “إنتل”. 

 

ويضيف ان لـ “نت كتابي” ثلاثة اجيال، الاول يتمثل بـ “الاجهزة المحمولة” التي تتميز بامتلاكها لشاشات تفاعلية قابلة للطي العكسي لتصبح الشاشة كالدفتر، والثانية اجهزة لوحية كما هي الأجهزة اللوحية الاعتيادية، اضافة الى جهاز متطور يجمع بين الأجهزة اللوحية والأجهزة المحمولة بحيث يستطيع الطالب ان يقوم بفك الشاشة وتصبح جهازا لوحيا او يعيد تركيبه على منصة لوحة المفاتيح وتصبح جهازا محمولا. 

 

وعن ثمن الجهاز، يقول ان سعر الجهاز يبلغ 350 دولارا يباع للمدارس من خلال منح ومساهمات من مؤسسات دولية وفلسطينيين بالشتات ومجتمع محلي. 

 

وأضاف ان ثمن الجهاز يذهب للشركة المصنعة اضافة الى تطوير برامج واساليب المؤسسة. 

 

 

64 كتابا 

ويقول صيدم ان لدى المؤسسة 64 كتابا محوسبا و1700 فيلم تعليمي مترجم و10 العاب تعليمية والاف الوحدات التعليمية المختلفة. 

 

 

وقال ان التركيز حاليا على الكتب من الصف الاول وحتى العاشر، على امل تطبيق النظام على كافة المناهج حتى الثانوية العامة. 

 

 

ويضيف ان المؤسسة تسعى لاضافة كتب ومناهج جديدة، ويمكن لاي طالب تحديث جهازه عبر موقع الكتروني من خلال كلمة مرور خاصة به على الشبكة العنكبوتية. 

 

 

وكشف عن اتفاقية ستوقع قريبا لتوسيع دائرة الكتب المحوسبة وزيادة عدد الالعاب التعليمية كون المؤشرات الاولية تشير الى تفاعل كبير من الاطفال مع الالعاب. 

 

 

كما وأشار الى توفير اجهزة لذوي الإعاقات العقلية. 

 

تأهيل مدربين 

وتعمل المؤسسة على تأهيل المعلمين على كيفية التعامل مع هذه الكتب، ويضيف صيدم “شاهدنا صف تفاعلي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، نعمل على توفير الخبرة للمعلمين وتدريبهم ليكونوا قادرين على العمل مع هذه الاجهزة، كما نتعهد بصيانتها وتحديثها باستمرار. 

 

ويأمل صيدم يحظى “نت كتابي” باهتمام متصاعد من قبل وزارة التربية في الفترة القادمة بحيث يتوفر لكافة الطلبة بالمدارس. 

 

خطة جاهزة لكن .. 

وكشف ثروت زيد مدير عام الاشراف والتأهيل التربوي في وزارة التربية لـ معا عن وضع الوزارة خطة لتطوير التعليم ليصبح الكترونيا وخاصة في مناهجه ولكن تطبيقها بشكل كامل بحاجة الى دعم مادي كبير. 

 

لكنه اشار ان الوزارة تعمل باستمرار على الاعتماد على التعليم الالكتروني في المختبرات، كذلك تطوير معلميها ليكونوا قادرين على التعامل مع التطورات التكنولوجيا في العالم. 

 

تقييم فردي لكنه ايجابي 

وأعتبر زيد التعليم الالكتروني وخاصة “نت كتابي” فرصة حقيقية وايجابية للطلبة للاستفادة من الأساليب والأنماط الجديدة التي تزيد عن الكتاب المقرر. “انماط مختلفة بطرق مختلفة وتوفر وسائل جديدة وفرص افضل”. 

وأشار الى ان الوزارة لم تقم بعملية تقييم شاملة لاسلوب التعليم الالكتروني حتى اللحظة لان ذلك يحتاج الى برامج خاصة، ولكنه اشار انه بناء على التقييم الذي يقدمه المعلمون ومدراء المدارس يظهر تأثيره الايجابي على الطلبة. 

 

بنات الياسر كتجربة 

افتتح مؤخرا صف الكتروني في مدرسة بنات الياسر بدير دبوان، وقد تم إلغاء استخدام الحقيبة المدرسية في هذا الصف بمساهمة مجتمعية. 

 

وقالت ماجدة الفار مديرة مدرسة بنات الياسر الاساسية – دير دبوان انها تقوم بعملية تقييم للصف الالكتروني الذي يستخدم “نت كتابي” ولاحظت ارتفاع مستوى التحصيل العلمي لدى الطالبات مقارنة بالصف الاخر الذي لا يستخدم الجهاز. 

 

 

وأضافت لوكالة معا ان الفكرة قدمتها ضمن مبادرتها لهذا العام والتي اكدت فاعليتها من خلال رفع التحصيل العلمي بالابتعاد عن الاسلوب التقليدي في الشرح. 

 

 

وقالت انها لم تستغني عن الكتاب المدرسي، حيث تقوم الطالبات بحل الواجبات والدراسة على الكتاب بالمنزل ولكن بالمدرسة يتم الاعتماد على الجهاز الالكتروني فقط. 

 

 

ودعت المجتمع المحلي لدعم الفكرة لفتح المزيد من الشعب الدراسية.


 
 

أضف تعليقك