ضمن أسبوع فلسطين الريادي شركاء “تميز” يعقدون جلسة نقاش حول التعليم والتدريب في فلسطين
 
 
ضمن أسبوع فلسطين الريادي شركاء “تميز” يعقدون جلسة نقاش حول التعليم والتدريب في فلسطين
 
 

رام الله – “الايام”: عقد شركاء برنامج “تميّز”: “باديكو القابضة”، ومنتدى شارك الشبابي، والمؤسسة الدولية للشباب، جلسة نقاش عامة حول التعليم والتدريب في فلسطين، وذلك في مقر منتدى شارك الشبابي في رام الله، بحضور حوالي مئة من الطلاب الرياديين والمؤسسات الداعمة والممولة.
وناقش المشاركون في الجلسة، المنعقدة ضمن أسبوع فلسطين الريادي، آليات التعليم والتدريب المتبعة في فلسطين ودورها في ارتفاع مستويات البطالة بين الشباب. وعرض الشركاء الفكرة التي يقوم عليها برنامج “تميّز” باعتباره نموذجاً فاعلاً لتمكين طلاب الجامعات الفلسطينية.
وتحدث في جلسة النقاش كل من: وكيل وزارة العمل ناصر قطامي، والرئيس التنفيذي لباديكو القابضة سمير حليله، والمدير العام للمؤسسة الدولية للشباب د. محمد المبيض، ورئيس جامعة فلسطين التقنية خضوري د. مروان عورتاني، إضافة إلى الطالبة في برنامج “تميًّز” لينا أبو شمسية، وأدار النقاش المدير التنفيذي لمنتدى شارك الشباب بدر زماعرة.
وأكد قطامي على أهمية تعزيز الشراكة بين الجامعات الفلسطينية والقطاع الخاص والحكومة من أجل مواءمة المخرجات التعليمية مع سوق العمل، موضحاً أن أكثر من 50 مليون دولار تضخ سنوياً في سوق العمل الفلسطينية تحت بند “التشغيل”، في حين أن الأثر ما زال محدوداً نتيجة عدم توفر رؤية واضحة ومشتركة لتنظيم الموارد وتوظيفها لمعالجة مواطن الخلل.
وأشار قطامي إلى نتائج دراسة مشتركة أجريت بين وزارة العمل ووزارة التربية والتعليم أظهرت أن معدل الفترة التي يحتاجها الخريج الفلسطيني من أجل الحصول على فرصة عمل تصل إلى 5 سنوات، وأضاف قطامي أن نسبة كبيرة من فرص العمل المتوفرة في السوق تحتاج إلى مواصفات ومتطلبات لا توفرها الجامعات الفلسطينية.
وقال حليله ان برنامج “تميز” هو نتاج عملية تجارب وجهود كبيرة بذلها شركاء “تميَّز” للخروج ببرنامج نوعي يحدث تغييراً جوهرياً في حياة الخريج الفلسطيني لا سيما في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المختلفة. وأوضح حليله أن احتياجات الاقتصاد تتغير كل 5 سنوات، وأن الاكتشافات والطفرات العلمية تغير المضامين الموضوعية للتعليم وذلك في شتى الحقول المعرفية كالهندسة والطب وغيرها، مشيراً إلى أن الجامعات لا تستطيع مواكبة هذه التطورات المتسارعة وحدها، وأن المطلوب ليس “التعليم” وإنما هو تشجيع ثقافة “التعلُّم” وتحفيز القدرة على التحليل والاكتساب الذاتي للمعلومة من خلال الانخراط في تجارب نوعية كما هو الحال في برنامج “تميَّز”.
ودعا حليله المؤسسات الفلسطينية إلى تبني برنامج تدريب إلزامي تقدم المؤسسات بموجبه فرص تدريب للخريجين، كما دعا الشركات إلى استثمار 10% من قوة عملها في الخريجين الجدد، بحيث لا يترك الخريجون سنوات طويلة كموارد بشرية معطلة وغير منتجة. وأكد حليله على ضرورة تبني “قانون الخدمة الوطنية الإلزامي” وتنفيذه باعتباره برنامجاً وطنياً يسهم في صناعة المواطن الصالح من خلال تفعيل الدور المجتمعي والتطوعي للطلبة، إضافة إلى إرشادهم نحو التخصصات الوظيفية التي تناسب ميولهم وقدراتهم، وتهيئتهم للاندماج المجتمعي. وأشار حليله إلى أن تطبيق هذا القانون يحتاج إلى توفر الإرادة السياسية بحيث يكون على رأس أولويات الحكومة، مبدياً استعداد القطاع الخاص الفلسطيني لدعم هذا البرنامج ولو بشكل تجريبي.
من جهته، قال المبيض، المدير العام للمؤسسة الدولية للشباب، بأن الخطوة الأولى لحل مشكلة البطالة تبدأ من المبادرة الذاتية للفرد، واقتناصه للفرص المناسبة التي تلوح أمامه، واستعداده للعمل الجاد والمثابرة وعدم الخوف من الفشل، والنظرة المتفائلة والإيجابية للأمور. وأضاف المبيض بأن كل إنسان يمتلك من القدرات والمواهب والطاقات الكامنة ما يمكنه من النجاح والتألق إن أحسن في اكتشاف واستغلال قدراته. واستعرض المبيض عدداً من النماذج المتميزة في النجاح والتغلب على الظروف الصعبة، وختم حديثه بالقول “كل مشكلة تحدث في هذا العالم تترك خلفها فرصة يُحسن استغلالها الأذكياء”.
وأشاد عورتاني ببرنامج “تميز” “كونه برنامجاً هاماً وتجربة نوعية تمكن الخريجين من الانكشاف على الذات”. وتحدث عورتاني عن المقومات الريادية التي يحتاجها الخريج الفلسطيني للتغلب على واقع التشغيل الصعب في فلسطين، ومن ضمنها: قدرة الشخص على التقاط الفرصة أو التحدي أو الحاجة والاستجابة لها، الأمر الذي لا يحتاج إلى الذكاء العقلي فقط، بل الذكاء العاطفي والوجداني أيضاً، وثقافة المبادرة والشعور بالمسؤولية لإحداث الفارق، وتحديد الغاية، وحشد الموارد اللازمة، والتخطيط، والإقدام والجلد والمثابرة وتحمل المخاطر.
وأكد عورتاني على أن أهم عامل للتعلم هو المشاركة والانخراط، وليس التلقين والتسطيح المعرفي الذي يقوم عليه النظام التعليمي في فلسطين. وسلط عورتاني الضوء على أهم المشاكل التي تعاني منها الجامعات الفلسطينية بما فيها عدم قدرة الجامعات على الاستدامة واستيعاب أعبائها الداخلية، وضعف الجانب الريادي، وضعف التشبيك مع مختلف المؤسسات وانحصار ذلك في الجانب الشكلي. ودعا عورتاني إلى ضرورة تبني الجامعات الفلسطينية منظومة ريادية فاعلة وتعزيز قدرتها على التشبيك بما يوفر مصادر تمويل للخطط والبرامج الريادية للخريجين.
وفي مداخلة له، دعا رئيس مجلس إدارة شركة المشروبات الوطنية كوكاكولا زاهي خوري إلى التركيز على التخصصات المهنية التي يحتاجها سوق العمل في ظل العزوف عن هذا التوجه مقارنة بالتخصصات الأكاديمية الأخرى.
واستعرضت الطالبة لينا أبو شمسية تجربتها مع برنامج “تميّز” موضحة أنه يمثل نقطة انطلاق مهمة للخريج الفلسطيني بما يحتويه من تجارب نوعية سواء في اللقاءات التعريفية بين طلبة البرنامج والشخصيات الفلسطينية الناجحة والمؤثرة أو من خلال نشاطات “تميز” التدريبية التي تكسب الخريج كماً كبيراً من المهارات الحياتية المهمة لسوق العمل. وأوضحت أبو شمسية أن العمل المجتمعي والتطوعي خلال “تميز” عزز من ثقافة الانتماء والمواطنة لدى منتسبي البرنامج.
وفي ختام الجلسة دار نقاش تفاعلي بين طلبة “تميّز” وشركاء البرنامج، وأجاب الشركاء على أسئلة الطلبة التي طرقت مواضيع متنوعة منها المستقبل العملي للطلبة، وسبل تطوير الأساليب التعليمية، والريادة والتشغيل الذاتي، واستلهام قصص النجاح، والأطراف التي تتحمل مسؤولية التشغيل والتدريب وتوفير فرص العمل.

 
 

أضف تعليقك