كارثة نووية تهدد فلسطين وحياة سكانها
 
 
كارثة نووية تهدد فلسطين وحياة سكانها
 
 

بيت لحم – خاص معا - حذر نائب رئيس قسم الشرق الأوسط في هيئة الأطباء الدوليين للحماية من الحرب النووية د. محمود سعادة في حديثه لـمعا من كارثة كبيرة قد تودي بحياة البشر في فلسطين، جراء استمرار التسرب الاشعاعي من مفاعل “ديمونة” النووي الاسرائيلي.

وقال سعادة إن التلوث الاشعاعي النووي يغطي مساحات واسعة من جنوب فلسطين إلى شمالها، ما تسبب بانتشار الامراض وخاصة “السرطان” بشكل كبير ومتزايد.

وأوضح أن من بين كل ثلاثة اشخاص تجد واحدا معرضا للإصابة بمرض السرطان في فلسطين جراء التلوث الاشعاعي النووي، مؤكداً حدوث تغير للجيل الفلسطيني الجديد وجيناته الذي بدأت تظهر منه حالات فاقدة للجهاز الحسي.

تشوهات خلقية جراء التلوث الاشعاعي
وأضاف سعادة لـ معا أن هناك نحو 30 حالة في جنوب فلسطين فاقدة للإحساس ولا تشعر بأعصابها، اضافة إلى ولادة اطفال يعانون من تشوهات خلقية، جراء التلوث الاشعاعي المتسرب من مفاعل “ديمونة” الاسرائيلي.

ولفت إلى أن طفلا فلسطينيا لما يتجاوز من العمر 11 عاما اصيب بسرطان القلب، وهو مرض نادر يصاب به شخص واحد من بين 100 مليون شخص عالميا، الامر الذي يؤكد على مدى خطورة الوضع الصحي جراء التلوث النووي.

وذكر سعادة نائب رئيس قسم الشرق الأوسط في هيئة الأطباء الدوليين للحماية من الحرب النووية أن دراسة للجنة فنلندية أكدت أن 95% من الهواء الطلق في الجنوب الفلسطيني ملوث بالإشعاعات النووية.

ومفاعل “ديمونة” هو عبارة عن مفاعل نووي إسرائيلي، بدء بالعمل ببنائه عام 1958 بمساعدة فرنسية، بدء بالعمل بين 1962 و1964. الهدف المعلن من إنشائه كان توفير الطاقة لمنشئات تعمل على استصلاح منطقة النقب، الجزء الصحراوي من فلسطين التاريخية.

الخطر يهدد الغطاء النباتي والحيوانات

وعلى صعيد البيئة وما تضم من نباتات وحيوانات، قال سعادة لـ معا إن خطر التلوث الاشعاعي النووي يهدد العديد من انواع النباتات والحيوانات، مستشهدا بمثل حي عن واقع المنطقة الغربية من جنوب الخليل والتي باتت خالية من الاشجار والحيوانات، ما ينذر بخطر بيئي محدق.

ويرى سعادة أنه يجب على السلطة الفلسطينية منع اسرائيل من دفن نفايات المفاعل النووي “ديمونة” في مناطق الضفة الغربية لما تتسبب به من اصدار لإشعاعات تفتك بحياة الانسان.

وأشار إلى أن اسرائيل تدفن قرابة 50 الف برميل من نفايات المفاعل النووي في الضفة الغربية، بحيث أن تكلفة دفن البرميل الواحد لا تتجاوز 12 دولار امريكي وهو ما يوفر على اسرائيل ألاف الدولارات في حال دفنت البراميل في مناطق اخرى غير الضفة الغربية.

ويشكل مفاعل “ديمونة” خطرا حيث أن الغبار الذري المنبعث منه والذي يتجه نحو الأردن يمثل خطراً بيئيا وبيولوجيا، كما من المتوقع في حال انفجاره قد يصل الضرر الناتج عنه لدائرة نصف قطرها قد يصل إلى قبرص وبنفس هذه المسافة في دائرة حوله. ومن الجدير بالذكر أن إسرائيل لم توقع على اتفاقية منع انتشار السلاح النووي.

الحل… تدمير المفاعل النووي

وطالب سعادة بتدمير مفاعل “ديمونة” لان عمره الزمني الافتراضي انتهى منذ ثمانينيات القرن الماضي، مطالبا الاوروبيين والإسرائيليين بإيجاد كيفية للتعاطي مع الواقع الحالي للتلوث الاشعاعي النووي.

واقترح أن يتم زراعة شجرة “النيم” في مناطق الضفة لأنها قادرة على امتصاص اكسيد الكربون والرصاص والعديد من الغازات المنبعثة بالجو، وبالتالي قد تسهم في امتصاص الاشعاعات النووية.

وحول علاج مرضى السرطان في فلسطين، بين سعادة لـ معا أن هناك مشكلة كبيرة وواضحة في عدم وجود علاج لمرض السرطان في المستشفيات الفلسطينية، وأن العديد من المرضى يعانون من موضوع العلاج، بحيث أن توفيره وأن وجد للمريض يتطلب وقتا طويلا ما يضاعف من اصابة المريض ويفاقم حالته، على حد قوله.

ويذكر أن أكثر من 15 دولة عربية أخفقت في تمرير قرار يخضع برنامج إسرائيل النووي للتفتيش الدولي بالمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا 15-9-2003، واضطرت لسحب مشروع القرار على وعد أن يطرح المشروع النووي الإسرائيلي للمناقشة في اجتماع العام المقبل.






 
 

أضف تعليقك