الأيام 16-9-2012-21
أريحا : توصية بمواءمة مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل في المحافظة
أريحا ـ “الأيام”: اوصى مشاركون في ورشة عمل عقدت في أريحا نظمتها شركة “باديكو القابضة” بالتعاون مع مجلس شبابي أريحا لمناقشة دراسة حول واقع سوق العمل وفرص الخريجين في محافظة أريحا والأغوار بضرورة تضافر جهود الاطراف بما فيها المحافظة والبلدية ومؤسسات المجتمع المدني لوضع خطة عمل لمواءمة مخرجات التعليم مع احتياجات قطاع الاعمال في المحافظة.
كما أوصوا بإجراء حصر دقيق للمشاريع القائمة وتلك الجاري تنفيذها في محافظة اريحا وكذلك لمراكز التدريب فيها.
وتهدف الدراسة، التي نفذتها “باديكو القابضة” والمجلس الشبابي المحلي في اريحا واعدها د. محمد ابو شريعة من جامعة القدس، إلى إبراز مشكلة عدم مواءمة العرض مع الطلب في سوق العمل في محافظة أريحا، كما شملت إحصاءات تفصيلية حول العرض والطلب في سوق العمل، من حيث عدد الخريجين ومحدودية فرص العمل في المحافظة.
ودعا المشاركون الى ايجاد آلية للارشاد الاكاديمي في المدارس بهدف توجيه الطلبة نحو التخصصات المطلوبة٬ واجراء دراسة معمقة حول استحداث تخصصات في المرحلة الثانوية في مجال السياحة وتطبيق التخصص الزراعي في محافظة اريحا.
واقترح المشاركون ان تقوم مؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني بتدريب خريجين من محافظة اريحا بما يوازي 10% من عدد موظفيها لمدة ستة اشهر بمكافأة مقطوعة تتراوح بين 200 و 300 دولار شهريا.
وكانت أظهرت الدراسة أن نسبة الفقر في أريحا عالية مقارنة مع الضفة الغربية وصلت 26.4% عام 2010 وأن نسبة العاطلين عن العمل بين الخريجين 16.5%.
وشارك في الورشة المهندس ماجد الفتياني محافظ أريحا والأغوار، والمحامي حسن صالح رئيس بلدية أريحا، وسمير حليله الرئيس التنفيذي لشركة باديكو القابضة، ونضال جلايطة رئيس مجلس محلي شبابي أريحا، ومحمد شريعة رئيس دائراة الأعمال في جامعة القدس، وممثلون عن مؤسسات القطاع الخاص والقطاع الشبابي والمجتمع المدني والدوائر الحكومية في اريحا.
وقدم ابو شريعة عرضا للدراسة، تبع ذلك نقاش لنتائجها في محاولة للوصول إلى حلول وتوصيات تسهم في توجيه الشباب نحو التخطيط الأمثل لمستقبلهم، حيث شهدت الورشة عدة مداخلات مهمة من مختلف الأطراف المشاركة.
وبينت الدراسة أن نسبة الفقر في أريحا عالية مقارنة مع الضفة الغربية حيث وصلت 26.4% العام 2010. وتشير ذات الإحصائيات إلى أن نسبة العاطلين عن العمل في المحافظة من بين المشاركين في القوى العاملة قد بلغت 12.7%، فيما وصلت نسبة البطالة بين النساء المشاركات في القوى العاملة إلى 10.8% مقابل 13.3% بين الرجال.
وشدد الفتياني في مداخلته على ضرورة مساهمة القطاع الخاص الفلسطيني في تقليص الفجوة الحاصلة بين مهارات الخريجين ومتطلبات سوق العمل المحلي، لا سيما بمحافظة أريحا، بما يمكّن الخريجين الجدد من اجتياز تحديات متطلبات سوق العمل. ودعا كافة المؤسسات إلى التعاون والمبادرة لتنظيم ورشات عمل تتعلق بقطاع الشباب والخريجين بهدف تحديد احتياجات ومتطلبات سوق العمل وإيجاد السبل الكفيلة بالخروج من أزمة البطالة في محافظة أريحا.
من جهته، اكد حليله أن هذه الدراسة التي قامت الشركة بدعمها وتمويلها إنما تأتي في إطار التزامها تجاه قطاع الخريجين والشباب.
وأضاف أن باديكو القابضة تؤمن بأهمية العمل بشراكة مع كافة القطاعات لاسيما التي تُعنى بتمكين الشباب ووضع الآليات والسياسات لإخراجهم من مأزق البطالة والذي بات يؤرقنا جميعا على كافة الصُعُد، وذلك من خلال تأهيلهم وصَقل مهاراتهم سواء العملية أو الشخصية والقيادية ليتمكنوا من اجتياز تحديات التوظيف ومعايير سوق العمل في فلسطين، إلى جانب دراسة متطلبات السوق وخلق فرص العمل عبر تأسيس مزيد من المشاريع والمبادرات لاستيعاب الخريجين والشباب الكفؤ وبما يلبي متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في فلسطين.
وقال حليلة: “إن هذه مسؤولية نتحملها جميعا، وباديكو القابضة تعي هذا الدور وهي تواصل خطاها في هذا المجال، ونحن واثقون أن التركيز على هذه القضية ورفع مستوى الاهتمام والعمل الجاد والمشترك مع كافة القطاعات والشرائح من شأنه أن يثمر بنتائج ومبادرات وسياسات جديدة تسهم في حل أزمة البطالة وبالتالي محاولة التخفيف والحد من الفقر وتمكين الشباب من مواجهة الأزمات المالية والاقتصادية التي تواجهها فلسطين، لاسيما مع استمرار سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على مقدرات الشعب الفلسطيني وموارده”.
وقال حليلة ان وضع السوق في محافظة اريحا، من حيث المشاركة في القوى العاملة والبطالة، هذه السوق لا يختلف كثيرا عن باقي المحافظات، ربما باستثناء ارتفاع مشاركة النساء.
واضاف: كانت مشكلة البطالة محدودة في المحافظة نظرا لوجود مناطق صناعية ومستوطنات اسرائيلية، “لكن علينا ان نتذكر ان المستوطنات تبحث عن عمالة غير ماهرة، ولهذا فان البطالة بين الخريجين بقيت مرتفعة”.
ولفت حليلة الى ان اهتمام الشركة بمحافظة اريحا تحديدا، لكونها مركزا لثلاثة من اكبر المشاريع التي تنفذها باديكو، وهي: مزارع نخيل فلسطين، وبوابة اريحا العقاري، ومنطقة اريحا الصناعية الزراعية، والتي يتوقع ان توفر مجتمعة الاف فرص العمل خلال السنوات الثلاث القامة.
وقال: لهذا، نحاول فحص سوق العمل مبكرا لأن تجهيز العاملين للعمل في هذه المشاريع يحتاج الى اشهر، وربما سنوات.
واعرب حليلة عن امله في ان تنجح الاطراف المختلفة، بما في ذلك باديكو القابضة، في المساهمة بحل مشكلة التباين بين مخرجات التعليم وسوق العمل في اريحا، “فاذا نجحنا في ذلك، فانه سيشكل نموذجا يحتذى في باقي المحافظات”.
وقال حليلة إن باديكو القابضة عمدت إلى تخصيص جزء كبير من حجم استثماراتها لتنفيذ وتطوير مشاريع كبرى في محافظة أريحا والأغوار بهدف إحياء البوابة الشرقية لفلسطين ومحيطها استثمارياً، وما يشمله ذلك من توفير مئات فرص العمل، وإنعاش اقتصاد المحافظة، حيث تستثمر باديكو القابضة في 3 مشاريع رائدة في المحافظة؛ حيث أطلقت الشركة مشروع “بوابة أريحا العقاري” برأس مال مبدئي يبلغ 50 مليون دولار، ويُعدّ واحداً من أضخم المشاريع الاستثمارية للشركة، ومن المتوقع أن يوفر المشروع وهو مشروع سياحي سكني ترفيهي؛ ما بين 4-5 آلاف فرصة عمل، إضافة إلى مشروع مزارع النخيل “نخيل فلسطين” لإنتاج وتعبئة وتغليف تمور المجول، ويبلغ رأس مال المشروع 15 مليون دولار، ويتوقع أن يصل عدد أشجار النخيل المزروعة مع نهاية العام الحالي 36 ألف شجرة.
وقد بدأ المشروع مرحلة الإنتاج الفعلي، حيث من المتوقع أن يصل حجم الانتاج خلال العام الحالي إلى 250 طنا، والذي سيتضاعف في الأعوام المقبلة ليبلغ الحد الأقصى في العام 2017 بحيث سيشكل نصف الانتاج الفلسطيني من التمور. ويشغل المشروع حالياً 60 موظفاً دائماً، فيما يرتفع عدد العاملين في مواسم الحصاد إلى 120 عاملاً، والذين عمل معظمهم في السابق في مستوطنات إسرائيلية، حيث نجح المشروع في توفير فرص عمل كريمة لهم وجذبهم إلى مشاريع وطنية فلسطينية.
وأوضح حليلة أنه تم تخصيص حوالي 60 ـ 70% من إنتاج المشروع للتصدير إلى الاسواق الخارجية لاسيما أسواق أوروبا وشرق آسيا، فيما سيصدر 30 ـ 40% من إنتاج “نخيل أريحا” إلى السوق المحلية.
كما أشار حليلة إلى أن باديكو القابضة بصدد إطلاق مبادرة مهمة، الاربعاء القادم، في مجال تأهيل وتمكين الشباب والطلبة الخريجين لدخول سوق العمل وفق متطلبات السوق، وذلك بعد أن واصلت منذ أكثر من عام العمل على مراجعة ودراسة الوضع القائم ومتطلبات السوق في فلسطين بالتعاون مع العديد من المؤسسات الشبابية والأهلية وغيرها من المؤسسات الفاعلة. وأوضح أن هذه المبادرة ستركز على تطوير مهارات الخريجين الفنية والوظيفية والشخصية والقيادية ليتمكنوا من التفاعل مع القضايا الراهنة والعمل بفعالية وكفاءة ورفد السوق الفلسطينية بروح شبابية قادرة على العطاء والتغيير لخلق اقتصاد فلسطيني قادر على مواصلة الصمود والنمو.
من جهته اكد صالح أن مناطق شاسعة من المحافظة باتت تتعرض لهجمة إسرائيلية متسارعة للاستيلاء على المزيد من مواردها سواء الأرض والأراضي الزراعية أو المياه، ما يستدعي مشاركة كافة الأطر والقطاعات للمبادرة إلى إطلاق مشاريع تشغيلية لحماية الأراضي وفي ذات الوقت توفير فرص العمل لأبناء أريحا لاسيّما الشباب والخريجين.
من ناحيته، اشار جلايطة إلى أن مثل هذه الدراسات التي تتعلق بموضوع التعليم العالي وتوفير فرص عمل من شأنها النهوض بواقع الشباب الفلسطيني.
وفي نهاية الورشة اتفق المشاركون على تشكيل لجنة تضم كلا من: باديكو القابضة٬ والمجلس الشبابي المحلي ومحافظة اريحا وبلدية اريحا لمتابعة تنفيذ هذه التوصيات.